بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان ربي الذي خلقنا واكرمنا وأنعم علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى
اللهم اجعلنا من الشاكرين وغفر لنا تقصيرنا وخطأنا وعمدنا وجهلنا
وتب علينا انك انت التواب الرحيم
كلمات جميلة بعنوان _ فذلكم الله ربكم _
كتب : علي بن عمر بادحدح
جعله الله في ميزان حسناته
الإنسان ضعيف تغلبه شهوته، وتزيغ به ضلالته، تعترضه الصعاب والمشاق، وتكتنفه البلايا والرزايا، وعندما تحيط به الهموم والغموم نجده يلتفت يمنة ويسرة ويشرّقُ هنا أو يغرّبُ هناك، ونجد كثيراً من الناس يخبط خبط عشواء ويمضي على غير هدى؛ لأنه فاقد لأعظم قيمة وإيجابية في حياة الإنسان، ذلك حال من فقد الإيمان بالله والصلة به والمعرفة بعظمته وحسن الصلة به.
إذا تأملنا في كتاب الله سنجد جُلّ آياته تعرفنا بعظمته سبحانه وتعالى، وتظهر ما يحيط بنا من رحمته ولطفه وعفوه وتوفيقه وتيسيره، وتدلنا على واجبنا نحوه جل وعلا.
إنه الله جل جلاله (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) إنه الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ).
وإليك عظمته فيما يريد بعباده {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} بكم أنتم أيها الخلق، وبكم أنتم أيها المؤمنون المسلمون على وجه الخصوص، تلك الحقائق الكبرى، تلك الكليات العظمى، تلك الدلالات الهادية في آيات القرآن الكريم، هذه هي رحمته وذلك لطفه وتلك إرادته جل وعلا.
{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} يعلم ضعفكم ويعرف غفلتكم ويعلم جل وعلا ما في نفوسكم من ميل إلى الشهوات ومن استسلام في بعض الأحيان لإغواء ووسواس الشيطان فهو يريد أن يتوب عليكم.
ولنتأمل معرفة الله والصلة به في حياة الأنبياء: فخليل الله إبراهيم عليه السلام عندما أرادوا به كيدا قال: {إني ذاهب إلى ربي سيهدين} (ذاهب بعمله وقلبه ونيته)، فهل عندما أُغلقت في وجهك الأبواب أو وُضعت في طريقك الصعاب تذكرت أنك موصول بالله وأنه ليس بينك وبينه إلا رفع اليدين ونطق الشفاه، تذكر رزقه الذي يسوقه إليك، تذكر الأنفاس التي تتنفسها، تذكر النومة التي ترتاح بها، تذكر الأقدام التي تمشي عليها واللسان الذي تنطق به والعقل الذي تفكر به، تذكر كم هي النعم العظيمة الجليلة الكثيرة الدائمة المحيطة بك في كل حال وظرف.
وفي قصة موسى عليه السلام {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} أنا مع الله أستجيب لأمره وأُنْفذُ شرعه وأنصر دينه لذا كان الجواب سريعا وقويا {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.
إننا مدعوون إلى حسن الصلة بالله عز وجل {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}، في كل الظروف المعتادة وفي كل الصلاة والعلاقات الدنيوية إن خفتَ من شيء ابتعدتَ عنه، إن أخطأتَ في حق أحد حاولت أن تتوارى منه إلا مع الله عز وجل، فإذا أخطأت أقبلت، وإذا أذنبت استغفرت، وإذا ابتعدت عنه كان الحل أن تعود إليه.
واعلم أنه لا توفيق إلا منه، ولا نجاح إلا به، ولا نصر إلا من عنده، لابد أن نستحضر ذلك في كل حركة وسكنة، فالأذكار تجعلك مستحضراً لوجوب اعتمادك وشدة افتقارك وأهمية توكلك على الله سبحانه وتعالى.
إذا جاءك الشيطان أو جاءك الوسواس، إذا رأيت ضعفاً من نفسك فاستعذ بالله والتجئ إليه فإنه سبحانه يعصمك، وإن كنت مع الله فلن تخش أحداً ولن يستطيع أحد أن يصيبك بشيء {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
في حفظ الله ورعايته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق